هل اصبح الاحتجاج بالصدر المكشوف "موضة" !!!!؟

شغلت حديثا ظاهرة "عاريات الصدر" العالمين الواقعي والافتراضي، التي جسدتها حركة نسائية أطلقت على نفسها لقب "فيمن" ونجحت في فرض نفسها على المشهد النسوي رغم استعراضاتهن المثيرة للجدل، لكن هذه الظاهرة لها أصول قديمة ترجع للقرن الثالث عشر، فيما يعرف بأسطورة "الليدي غوديفا


فقد لجأت الليدي غوديفا للتعري والكشف عن الصدر كوسيلة للاحتجاج ، في عهد زوجها الأمير ليوفريك حاكم مقاطعة كوفنتري بإنجلترا خلال العصور الوسطى، الذي كان يعرف باستبداده لشعبه والإثقال على رعيته بفرض الضرائب الجائرة، فلم يكن من شعبه بعد أن قصدوه أكثر من مرة دون تلبية لمطالبهم، إلا أن يلجأوا لزوجته.

وحين ناشدته أن يخفف من معاناة الناس، اشترط عليها ما ظنه مستحيلا بأن تتجرد من ملابسها وتركب حصانا يطوف بها في طرقات المدينة، لتنفيذ المطالب، فوافقت بعد التأكد من التزام الرعية بيوتهم وعدم النظر إليها، إلا أن شخصا دفعه فضوله الشهواني إلى حفر ثقب في جدار منزله كي يتمكن من رؤيتها عارية. 

وتقول الأسطورة أن الرجل المتلصص عوقب بالعمى من فوره نتيجة استراقه النظر إلى امرأة عارية.

وفي وقت اضطرت فيه أميرة للتعري في سبيل إنصاف الشعب، تخرج مجموعة "فيمن" للاحتجاج من تلقاء أنفسهن، للدفاع عن قضايا مختلفة مثل حقوق المرأة الجنسية وحقها في المساواة. 

ووجدت الحركة صدى في العالم العربي بعد أن قامت أمينة تيلر وهي فتاة تونسية في التاسعة عشرة من عمرها بوضع صورتها العارية على موقع فيسبوك لتخاطب به مجتمعا كاملا بتحد قائلة: "جسدي هو ملكي".

وباتت أنشطة الحركة تخلق نقاشا حادا بين مختلف التيارات النسوية، كما أثارت غضبا كبيرا ضمن الحركات النسوية المسلمة، التي ترفض هذه الفئة النسوية كواجهة دفاع عن حقوقهن بهذه الطريقة، حيث أطلقت نساء في أوروبا، حملة مضادة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "يوم فخر المرأة المسلمة".

وجاء ذلك بعد يوم من إطلاق حركة "فيمين" احتجاجات باسم "اليوم العالمي للجهاد بصدور عارية" في أنحاء أوروبا دعما للفتاة التونسية أمينة تيلر التي نشرت صورا لها عارية الصدر احتجاجا على على ما أسمته "حكم الإسلاميين".

ودعت حملة "نساء مسلمات ضد فيمين" النساء المسلمات أن ينشرن صورا لأنفسهن سواء بالحجاب أو النقاب أو بدون أي منهما، مع رسالة للعالم تقول: "لنا صوتنا... ونأتي بأشكال مختلفة وإننا نعارض الطريقة التي يتم بها تصويرنا في الغرب".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق