ماضي جوارديولا يواجه مستقبله

يتطلع الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم للاستمتاع بمواجهة تاريخية واعدة بالإثارة بين العملاق البافاري وبرشلونة في قبل نهائي دوري الأبطال، لكن المدرب الإسباني بيب جوارديولا سوف يكون في قمة الحيرة، ممزقاً بين عاطفة الماضي التي تربطه بالبارسا، وطموح المستقبل الواعد الذي يدفعه دفعاً للاطمئنان على البايرن قبل أسابيع من تولي قيادته الفنية.

فقد نجح فيلسوف الكرة الإسبانية، وصانع نظرية السيطرة المطلقة على الكرة والملعب، والتي يؤدي بها البارسا غالبية مبارياته، في تكوين الكيان الكروي الأقوى في العالم خلال آخر 5 سنوات، بل إن البعض يؤكدون أن “بيب تيم” أي بارسا الذي صنعه بيب جوارديولا هو الأقوى والأكثر متعة في التاريخ، مما يجعله أمام تحد كبير، وهو تحقيق نفس النجاحات أو أكثر في تجربته الألمانية.

صحيفة “ماركا” الإسبانية قالت تعليقاً على القرعة التي أوقعت البايرن مع البارسا في مواجهة نارية: “إنها مباراة بين ماضي ومستقبل جوارديولا”، ولم تفوت الصحيفة المدريدية الفرصة حينما أشارت إلى أن البايرن في قمة جاهزيته الفنية والبدنية والذهنية، وهو ما تجلى في سحقه لليوفي ذهاباً وإياباً، مما منحه بطاقة العبور إلى نصف النهائي. وفي المقابل واجه البارسا صعوبات بالغة قبل أن يتجاوز عقبة سان جيرمان، وبدا الفريق الكتالوني في أقل مستوياته خلال السنوات الأخيرة، ويكفي انه تأهل إلى قبل النهائي دون أن يفوز على الفريق الباريسي، الذي فرض عليه التعادل بهدفين لمثلهما في “حديقة الأمراء” والتعادل بهدف لكل منهما في الكامب نو.

من جانبها، أكدت الصحف الألمانية في أكثر من مناسبة أن تألق البايرن تحت قيادة مدربه الحالي يوب هاينكس، يضع الجميع في مأزق بالغ الصعوبة، حيث يحق للجميع التساؤل حول دوافع جلب مدرب جديد، في الوقت الذي نجح المدرب الحالي في قيادة العملاق البافاري لحسم لقب الدوري الألماني قبل 6 أسابيع من نهايته، كما نجح في الوصول إلى قبل نهائي الكأس المحلية، وهو الأقرب “نظرياً” للظفر بلقبها، كما واصل هاينكس رحلة الإبداع مع الفريق وقاده إلى نصف نهائي دوري الأبطال، بعد عروض مبهرة في غالبية المباريات، وهو على الطريق للظفر بالثلاثية التاريخية “الدوري والكأس ودوري الأبطال”، الأمر الذي يضع جواردويولا في مأزق كبير، حيث لن يكون في مقدوره إضافة الكثير لفريق متوهج قبل أن يتولى قيادته.

يذكر أن جوارديولا يملك تاريخاً كبيراً مع البارسا لاعباً قبل أن يكون مدرباً، فقد حصل على 16 بطولة مع الفريق الكتالوني ودافع عن ألوانه في 384 مباراة بداية من عام 1990 حتى عام 2000، وأبدع جوارديولا كمدرب للبارسا، وتوج بـ 14 بطولة بين عامي 2008 و 2011، أهمها السداسية التاريخية عام 2009 “الدوري، والكأس، ودوري الأبطال، وكأس العالم للأندية، وسوبر إسبانيا، وسوبر أوروبا”

من جانبها، قالت صحيفة “سبورت” الكتالونية المقربة من البارسا إن البايرن يسير بخطى واثقة نحو تحقيق حلم الثلاثية، مما يجعل مهمة البارسا صعبة إلى حد كبير في الدور قبل النهائي، لأنه سوف يصطدم بعقبة الفريق الأكثر ثباتاً في المستوى في القارة العجوز خلال الموسم الجاري. وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق الألماني هو العقبة الأصعب في مشوار ميسي ورفاقه على طريق الوصول إلى ويمبلي، أو بالأحرى العودة إليه من جديد، بعد نجاح الفريق في الظفر بآخر ألقابه على هذا الملعب الشهير أمام مان يونايتد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق