أسباب الغارات الاسرائيلية على الأراضي السورية

رأى الباحث والمحلّل في الشؤون العسكرية السورية السيد سليم حربا في لقاء مع «الشروق» أن الغارات الاسرائيلية على الأراضي السورية استهدفت محاولة «التنفيس» على المجموعات المسلحة وإنقاذها من السقوط على يد الجيش السوري.

الخبير العسكري السوري أكد أن ردّ بلاده على العدوان الاسرائيلي سيكون مناسبا وواضحا وسريعا ولم يستبعد في الوقت نفسه أن تتطور الأمور الى حرب إقليمية.


وفي ما يلي هذا الحوار:
بداية، سيادة العميد، ما تفسيرك لأهداف الغارات الاسرائيلية على سوريا.. وما هي قراءتك لتوقيتها وتداعياتها؟


أولا، هذا العدوان ليس جديدا لكن أن يعترف الاحتلال بكل وضوح بقيامه بهذا العدوان فإن ذلك يعني أن كل الأقنعة قد سقطت وأنه قد أصبح واضحا وجليا أن العدو الصهيوني يتطابق من حيث الهدف والرؤية والتخطيط والتنفيذ مع العصابات الارهابية في ا لداخل السوري.. ولأن الارهاب أفلس وانهار أمام ضربات الجيش السوري الذي قلب الموازين فإنه بدأ يتدخل ويعمل على إنقاذه وتوفير حبل النجاة له.


وهذا الكيان هو عدواني بالأساس لكن أن يأتي هذا العدوان في هذا التوقيت بالذات فإنه يعني إعطاء أمر وتوجيهات لما تبقى من المسلحين في الداخل السوري لاستثمار هذه الغارات وتنفيذ هجومات معينة لكن بالمحصلة فإن هذا العدوان يعكس إفلاسا حقيقيا 


لكل أطراف العدوان وتحديد الارهاب في الداخل ويأتي في هذا التوقيت ليهدف الى الآتي:

1) محاولة رفع معنويات ما تبقّى من المسلحين ومحاولة إنعاشهم وإعادة الحياة إليهم.


2) محاولة خلط الأوراق وإعادة تعقيد المشهد وجرّ سوريا الى حرب يحدّد العدو الاسرائيلي زمانها ومكانها وشكلها.


3) تحت هذا المشهد هم يحاولون قطع يد سوريا عن التدخل والفعل ضد المؤامرة التي تستهدف القضية الفلسطينية والتي بدأت الآن على يد أمير قطر.


4) محاولة الضغط على السلطة في سوريا لتحقيق شيء من أوراق القوى بعدما أفلست قوى العدوان في الاستثمار في أي نقطة قوة لكن الأهم أن كل هذا العدوان لن يحقق أهدافه ولن يستطيع تحقيق أهدافه وإعادة الحياة الى الارهاب الذي يحتضر الآن ولا الضغط على السيادة والخيار والقرار الوطني في سوريا.. والأهمّ أن هذا العدوان يعتبر خروجا عن ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فضّ الاشتباك بين سوريا واسرائيل.


الأوساط الاسرائيلية تحدّث عن استهداف شحنة من الأسلحة الايرانية كانت في طريقها الى «حزب ا&».. فما حقيقة هذه الرواية الاسرائيلية؟


1) هذا العدوان استهدف مركزا علميا تكنولوجيا لأغراض مدنية وعسكرية ولا علاقة لـ «حزب ا&» بذلك لكن العدو الصهيوني يحمل كل اعتداءاته تحت مسمّى الدعم لـ «حزب ا&» ليسوّق هذا المصطلح ويحاول تبرير عدوانه.


2) حزب ا& لديه فائض قوّة ولا يحتاج الى سوريا ولا غيرها.. فإذا استخدم نصف مخزونه فإنه قادر على أن يزلزل الكيان الاسرائيلي.. وهذه فقط أكذوبة لتبرير العدوان.


النظام في سوريا هدّد بردّ وشيك على الغارات الاسرائيلية.. كيف ترى طبيعة الرد، وكيف تتوقع أسلوبه؟
سيكون الردّ محكوما بالآتي:
1) سيأتي من موقع الحق السوري في الرد.


2) سيكون من موقع تغيير قواعد الاشتباك التي اخترقتها اسرائيل وتجاوزت الخطوط الحمراء. وتحاول العبث بمنظومة الأمن الاقليمي.. لذلك سيكون الرد السوري من موقع الفعل وليس رد الفعل.
بمعنى؟


سيكون سريعا وليس متسرّعا، وسيكون أوسع وأوقع.. وسيكون قادما ومحتما لكن تفاصيل ومفردات هذا الرد أي شكله وأسلوبه وطريقته وأسلحته واتجاهه من ناحية اختيار الهدف المناسب أي محدود أم شامل.. مباشرة أم مداورة.. أمنيا أم عسكريا أم أمنيا وعسكريا.. مفردا أم مجتمعا من محور المقاومة والممانعة.. في أي زمان ومكان.. هذا نتركه لمن يهمّه الأمر.. فقد أثبت الواقع أن سوريا تتعامل باستراتيجية ناجعة استطاعت إحباط هذا العدوان الكوني وجعله مفلسا والقادم سيكون أكثر قوّة وفكرا وتخطيطا وتنفيذا بما يلبّي الحاجة والضرورة وبما يتمنّاه الشعب العربي السوري والجيش السوري وامكانياته غير المحدودة والتي ستلقّن اسرائيل درسا.. وأعتقد اليوم أن كل الأمور أصبحت واضحة...
فالعدوّ أصبح واضحا.. والحليف أصبح واضحا.. والهدف بات واضحا والرد، سيكون أيضا واضحا...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق