دعا باحثون إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للثقافة واللغات الوطنية، والنهوض بها، لإصلاح منابعها، سواء في التعليم أو الإعلام، أو في فضاءات المجتمع.
الباحث محمد أقوضاض، من ندوة "المشهد الثقافي واللغوي في المغرب: أية تعددية"، المنظمة في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، شدّد على الدّور المركزي للدولة في النهوض بالثقافة، حيث دَعا إلى أن تساهم الدولة في قطاع الثقافة وإخراجها من سياق الحسّ الأمني الذي كان يُنظر بها إليها خلال سنوات الرصاص.
وأضاف الباحث قائلا إن المغرب مدعوّ لنهج مخطط مدروس يُفضي إلى إستراتيجية وطنية في المجال الثقافي، على غرار مخطط "المغرب الأخضر"، من أجل النهوض بالثقافة لإصلاح منابعها، وخلق صناعة ثقافية.
وانتقد أقوضاض غياب الجانب الثقافي في السياسة العامة للدولة، ضاربا المثل بالزيارة الأخيرة التي قام بها الملك إلى عدد من الدول الإفريقية، حيث وقع المغرب عدة اتفاقيات تهمّ عددا من القطاعات الوزارية، باستثناء قطاع الثقافة، ونفس الشيء حصل خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند إلى المغرب، "حيث كان لجلّ الوزارات موقع في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ما عدا وزارة الثقافة".
في ذات السياق، أبدى المختار بنعبدلاوي "استغرابه من غياب البُعد الثقافي في الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وفرنسا"، مضيفا أنّ من يحتاج إلى التعاون في المجال الثقافي هو المغرب وليس فرنسا، لأنّ هذه الأخيرة تتوفر في أغلب المدن المغربية على معاهد ومراكز ثقافية، تنشر من خلالها الثقافة واللغة الفرنسية وسط المجتمع المغربي.
من جهة أخرى، تحدث بنعبدلاي عن الانفتاح على ثقافات ولغات بلدان أخرى، قائلا إنّ المغرب "يتغنى دوما بكونه بلدا منفتحا، لكنه في الحقيقة منغلق إلى أقصى درجة".
ويتجلى هذا الانغلاق، اللغوي والثقافي، حسب الباحث، في فرض لغة أجنبية واحدة على الأطفال في المدارس الابتدائية، مضيفا أن فرْض لغة واحدة يعني أننا سننظر إلى العالم من خلال نافذة واحدة، هي نافذة فرنسا، موضحا أن اللغات الأجنبية تعتبر قيمة مضافة، لكن يجب ألا تكون اللغة الفرنسية هي اللغة الأجنبية الوحيدة، المفروضة على الأطفال في المدارس، إذ يجب أن يكون الانفتاح متوازنا، يأخذ بعين الاعتبار مصلحة التلميذ والطالب والمثقف المغربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق